أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكل الجهات التي ساهمت من قريب او من بعيد في تنظيم هذا الملتقى الاقتصادي الهام والمتمثل في الأيام الاقتصادية التونسية الموريتانية للشراكة والاستثمار التي نأمل أن تعطى دفعا جديدا للعلاقات التجارية القائمة بين بلدينا الشقيقين واخص بالشكر السفارتين الموريتانية في تونس والتونسية في نواكشوط و كونفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية (كونكت) ومركز النهوض بالصادرات(سيبكس) وكذا الشركاء الموريتانيين على ما بذلوه من جهود مقدرة لإنجاح هذا اللقاء، كما أتقدم بأسمى وابلغ عبارات الترحيب بالأخوة التونسيين في بلدهم الثاني موريتانيا.
أيها السادة ايتها السيدات
لاشك أنكم تدركون ان علاقة بلادنا بتونس ضاربة في التاريخ راسخة في الجغرافيا فهي تعود إلي قرابة ألف سنة خلت عند ما مر يحي ابن إبراهيم في رحلة عودته من الحج بمدينة القيروان التي احتفت به و أكرمت وفادته فنسج خلال إقامته بها علاقات وثيقة مع علمائها وفقهائها أسست لمستوى من التفاهم والتقارب كان له ما بعده في التعاطي بين الشعبين ثم بين البلدين فمباشرة بعد الاستقلال كان الدعم التونسي حاضرا حيث احتضنت وكونت وأطرت النخب الموريتانية من قضاة وأطباء ومهندسين وغيرهم .
وقد ظلت هذه العلاقات تتطور و تتعزز باستمرار حيث تستقبل تونس اليوم أكثر من 200 طالب موريتاني سنويا في مختلف التخصصات و وقد بدأت مدرجات كلية الطب في نواكشوط تتسع لاحتضان عدد من الطلاب التونسيين،كما تستقبل مؤسسات التعليم العالي الموريتانية العديد من الأساتذة التونسيين سواء في المدرسة العليا للتقنيات أو كلية الطب أو بولي تكنيك أو غيرها وفي المجال الصحي باتت تونس العاصمة الوجهة الاستشفائية الأولى للمرضى الموريتانيين الذين استهوتهم السياحة الطبية هناك و نالت ثقتهم لكن هذه العلاقات رغم عراقتها وتشعبها ظلت دون المستوى في الجوانب الاقتصادية والتجارية التي تعتبر لمرتكز الأول والأساس الصلب لأي علا قات تراد لها الاستمرارية والتطور.
تلك الحقيقة وعتها غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية فبادرت بإقامة العديد من الشراكات مع الأشقاء التونسيين نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
اتفاقية تعاون مع غرفة التجارة والصناعة في تونس العاصمة والتي شرفنا رئيسها الأخ والزميل منير المؤخر بتلبية دعوتنا و الحضور معنا فمرحبا به بين ظهراننا
– اتفاقية تعاون مع الغرفة التجارية والصناعية في اسفاقس
-مذكرة تفاهم مشتركة مع كنوفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية(كونكت) ونحن نسعى دائما إلي عقد المزيد من الاتفاقيات لتطوير وتعزيز حجم التبادل التجاري حتى يرقى الي المستوى الذي يصبو إليه قادة البلدين ويعكس حجم العلاقات المتميزة بينهما لكن هذه الاتفاقيات تبقى شبه معطلة إذا لم تتوفر الإرادة لدى الفاعلين الاقتصاديين في البلدين لخلق الشراكات الثنائية وتطوير التبادل وهو ما نرجو ان يتحقق من خلال هذا الملتقى.
حضورنا الكريم
ان الأيام الاقتصادية التونسية الموريتانية للشراكة والاستثمار التي تجمعنا اليوم تعد فرصة نادرة لتطوير التبادل الثنائي متعدد الأبعاد من خلال مشاركة عشرات الشركات التونسية والموريتانية العاملة في مختلف المجالات لذا لا يفوتني هنا ان أدعو كل الإخوة المشاركين إلي اغتنام هذه الفرصة وعدم تضييعها لخلق شراكات اقتصادية قوية ومثمرة تعود بالفائدة والخير على بلدينا وتخطو يهما نحو الاندماج الاقتصادي المنشود.
و لا يخفى عليكم ان موريتانيا تمتلك مؤهلات مشجعة في هذا المجال بوصفها أرضا خصبة للاستثمارات وسوقا بكرا تزخر بمختلف الفرص الواعدة في مجالات: الطاقة والزراعة و الصيد البحري و التعدين و السياحة إلي جانب موقعها الاستراتيجي كممر إجباري للتجارة والسلع بين القارتين الأوربية والإفريقية فضلا عن واجهاتها البحرية الهامة على المحيط الأطلسي ونهر السنغال .
يضاف إلي ذلك ان وفرة الثروات الطبيعية والمكانة الاستراتيجية الهامة للبلاد لم تحجب عن السلطات العمومية أهمية تحسين مناخ الأعمال وتشجيع جلب الاستثمارات حيث عملت على سن ترسانة قانونية مكتملة تنظم المجال وتمنح المستثمرين امتيازات وضمانات مغرية لولوج السوق الموريتانية فضلا عن إنشائها المركز الدولي للوساطة والتحكيم والوكالة الوطنية لترقية الاستثمار الي غير ذلك من التحسينات التي تكللت مؤخرا بالمصادقة على إنشاء نظام خاص للضمانات المنقولة الاتفاقية.
ولن اختم هذه الكلمة قبل ان أأكد استعداد غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية و جاهزيتها لدعم ومواكبة أي مبادرة تسعى الي تطوير التبادل التجاري بين بلدينا الشقيقين وتذليل جميع العقبات التي قد تعترضها.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
صدق الله العظيم
وفي الختام أتمنى لأعمالنا التوفيق والنجاح
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته